أخر الاخبار
recent
 

بقلم انمار السراي

انتفاضة تشرين هي نقطة الضوء الحقيقية الوحيدة في العراق، منذ 2003 وحتى هذه اللحظة. النقطة التي مكنت الشباب من إستعادة ثقتهم بقدراتهم وحقوقهم وكرامتهم ودفعتهم للخروج وبالملايين إلى الساحات والشوارع وساحات الاحتجاج لفرض قوة وجودهم ضد قوى رجعية وطائفية ومليشياوية متخلفة ومجرمة. فقدموا صوراً مشرقة عن عراق آخر، عراق يليق بابنائه .
في كل خطوة كانوا يفرضون تراجات كبيرة على الطبقة السياسية الحاكمة وفضحوا ممارساتها واساليبها ومساوماتها ومزايداتها وانحطاطا مشاريعها السياسية، فحشروها في زواية ضيقة ومميتة وأعلنوا انها طبقة فاسدة ولايمكن أن تحكم العراق ثانية!!
أكثر من ثلاثة أشهر كانت حافلة بالدروس والقيم الاجتماعية والثورية التي تنتمي إلى الوعي الاجتماعي العراقي المتحضر عندما يكون حراً ونقياً، الوعي الذي أسقط حدود المقدس الديني والطائفي وفضح أكذوبة الانقسام الطائفي والتهميش الاجتماعي والطبقي ضد فئات محرومة ومهمشة ومنبوذة، والأهم من كل ذلك اعاد للمرأة حضورها المذهل ومشاركاتها العظيمة في كل مفاصل الانتفاضة: هل ننسى الدور البطولي والاسطوري للمسعفات في ساحات التحرير والخلاني والوثبة وعلى حافات الجسور .

انهاء الانتفاضة ومحو كل تأثيراتها هو الشغل الشاغل لكل القوى الرجعية والاجرامية، ومن ممكن استخدام حرب امريكا وإيران كجزء من مخطط مريع يهدف للقضاء على الانتفاضة وتشويهها.
حتى تبقى هذه الانتفاضة قوية وحية وفاعلة وراية نضال اجتماعي ضد الغطرسة والانتهاكات والحرب والتدمير وسطوة المليشيات وقيم الرجعية والتخلف، وإلاء راية الحرية، يتوجب علينا دعمها وتعزيز وجودها لأنها أمل العراق في بحر الدم المتلاطم .
بقلم انمار السراي بقلم انمار السراي Reviewed by on فبراير 10, 2020 Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.